Archive TEMPLATE
التحديات التي يواجهها قطاع المعارض والمؤتمرات والمسؤولية المشتركة لتطويره
المعارض والمؤتمرات
عبد الرحمن بن عيد
سبتمبر 8, 2024

تلعب المعارض والمؤتمرات في المملكة العربية السعودية دورًا محوريًا في تعزيز البنية الاقتصادية والتجارية، إذ تسهم في نمو الاقتصاد المحلي وتعزيز التبادل المعرفي على المستويين الوطني والدولي. ومع النمو السريع الذي يشهده هذا القطاع، تبرز العديد من التحديات التي تتطلب اهتمامًا لضمان استمرارية نجاحه وتطوره.

استقبال 150 مليون سائح بحلول 2030 

أحد أبرز التحديات هو البنية التحتية والقطاع الخدمي. تسعى المملكة لاستقطاب 150  مليون سائح بحلول عام 2030م، ولتحقيق هذا الهدف الطموح، يجب أن يشهد قطاع المعارض والمؤتمرات توسعًا كبيرًا في عدد وأحجام مراكز المعارض والمؤتمرات، وكذلك تحديد الأماكن الجغرافية التي تستضيف هذه الفعاليات لضمان تجربة زائر فعالة وفريدة. على سبيل المثال، خلال معرض “ليب” بجميع نسخه في مدينة الرياض، نلحظ الارتفاع غير المنطقي في وقت الرحلة للمعرض بسبب الازدحام المروري، حتى مع وجود الحلول اللوجستية التي يقدمها منظمو المعرض. كما أدى أيضًا إلى ارتفاع ملحوظ في نسبة إشغال الفنادق التي بلغت99 % هذا يبرز الحاجة في مدينة الرياض إلى إنشاء مراكز للمعارض والمؤتمرات ومشاريع فندقية إضافية في العاصمة لمواكبة الطلب المتزايد على الفعاليات الدولية والإقليمية.

تواجه مدن أخرى مثل جدة تحديات مشابهة، حيث تُعد سعة الفنادق غير كافية لتلبية احتياجات الزوار المتزايدة خلال مواسم المعارض والمؤتمرات والفعاليات، إذ تصل نسبة إشغال الفنادق في جدة خلال موسم المعارض والمؤتمرات إلى أكثر من 90 % . رغم التقدم الكبير في مجالات النقل والإسكان والاتصالات، هناك حاجة ملحة إلى مزيد من الاستثمارات والتحسينات لضمان استيعاب الطلب المتزايد على قطاع تنظيم المعارض والمؤتمرات بما يتماشى مع احتياجات الفعاليات الكبرى، وخاصة التي تستهدف الزوار من خارج المملكة.

جذب جمهور واسع ومتنوع 

فيما يتعلق بالتسويق والترويج الدولي، يفتقر المنظمون الدوليون للمعارض والمؤتمرات غالبًا إلى المعلومات الكافية عن الفعاليات في المملكة كبيانات. هذا النقص في المعلومات يساهم بشكل كبير في تحديد قرار العارضين والمشاركين. لذلك يجب أن يُعتبر الترويج والتسويق المترابط إعلاميًا وإعلانيًا استثمارًا فعليًا في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للأحداث والفعاليات، وألا يُنظر إليه كتكاليف فقط. الترويج الفعّال يسهم في تحقيق الوصول وترسيخ هوية الحدث وجذب الجمهور المستهدف.

توطين الوظائف ودعم البرامج التدريبية 

يتطلب نجاح هذا القطاع أيضًا استقطاب الكفاءات من جميع أنحاء العالم. حيث أن هذا القطاع ما زال في مراحله الأولى ولم يتم تأسيسه بشكل مستدام بعد، فإنه يفتقر إلى التخصصات المطلوبة التي تتكون بشكل كبير من خلال التجربة العملية. لذا، يجب التركيز على استقطاب الكفاءات العالمية وإنشاء البرامج المتخصصة التي تساهم في نقل المعرفة والتخصص للسعوديين المهتمين بالعمل في هذا القطاع لاكتساب الخبرة سواءً في الفعاليات الترفيهية أو السياحية أو الثقافية أو الاقتصادية والمؤتمرات والمعارض الدولية. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تشمل هذه البرامج التخطيط الاستراتيجي للمعارض والمؤتمرات بمختلف أشكالها وأحجامها، لضمان تأهيل الكوادر بشكل كافٍ لتنظيم المعارض والمؤتمرات وإدارة الفعاليات بكفاءة عالية يمكن توطينها في المستقبل القريب.

لقد كانت لي تجربة مميزة مؤخراً في برنامج القادة المقدم من هيئة الترفيه وبرنامج جودة الحياة. تم تقديم هذه الدورة بالتعاون مع المعهد الأوروبي لإدارة الأعمال (إنسياد – INSEAD)، والذي يعد من أبرز وأعرق كليات إدارة الأعمال في العالم. هذا البرنامج يمثل نموذجًا حيًا لتوطين الوظائف ودعم البرامج التدريبية في قطاع المعارض والمؤتمرات وإدارة الفعاليات المختلفة. هذا البرنامج يندرج تحت مبادرة صناع السعادة وهي أحد أبرز الأمثلة على المبادرات التي تهدف الى تطوير مهارات الأفراد في مجالات الفعاليات والترفيه. حيث يركز هذا البرنامج على تدريب الشباب والشابات السعوديين على مختلف جوانب صناعة الفعاليات، بما في ذلك التخطيط، التنظيم، التسويق، وإدارة الحشود، بالإضافة إلى إثراء التجربة الترفيهية للمشاركين والزوار.

شمل البرنامج الذي التحقت به عددًا من المواضيع الرئيسية مثل بناء الاستراتيجيات وتخطيط الابتكار والإبداع، مستندًا إلى منهجية علمية وعملية مستلهمة من دورات وبرامج (إنسياد). كما يوفر البرنامج فرصًا للتدريب العملي في الفعاليات الكبرى التي تُقام في المملكة، ويتيح للمشاركين زيارة أفضل وأحدث المراكز والشركات الرائدة في هذا المجال على مستوى العالم، مثل منتزهات ديزني وغيرها من المشاريع المميزة التي زارها متخرجي البرنامج في نسخه السابقة. هذه التجارب تمنح مشاركي البرنامج خبرة ميدانية حقيقية تساعدهم على النجاح في هذا المجال.

إضافة إلى ذلك، برنامج زمالة الترفيه هو جزء أساسي من مبادرة صناع السعادة، والذي يهدف إلى تمكين الكوادر السعودية من اكتساب المهارات والخبرات اللازمة للعمل في قطاع الترفيه. يتضمن البرنامج مزيجًا من التدريب النظري والعملي ويركز على تطوير الكفاءات في مختلف مجالات صناعة الترفيه، مما يساهم في خلق جيل جديد من القادة السعوديين القادرين على قيادة هذا القطاع نحو آفاق جديدة.

توحيد الجهود لإيجاد قطاع فعّال 

لتحقيق النجاح المستدام، تراهن المملكة على تفعيل استراتيجيات شاملة تتعامل بفعالية مع المستجدات والتنبؤ بما هو قادم. التعاون المشترك وتوحيد الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص لتوفير تنظيم شامل مبني على معطيات فعلية وفعالة أساسها البيانات الدقيقة في هذا المجال لبناء قطاع مستدام له مستهدفاته، يضمن نموًا في المستقبل.

النهوض بقطاع المعارض والمؤتمرات يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف ذات العلاقة. الهدف هو جعل هذا القطاع مصدرًا مهمًا لتنويع الإيرادات الوطنية وقيمة مضافة للناتج الإجمالي المحلي ورأس المال البشري، حيث أنه قائم بشكل أساسي على العقول. التنسيق التام بين الجهات المختلفة ضروري لإيجاد قطاع فعّال وتطوير صناعة المؤتمرات والمعارض وإدارة الفعاليات، ليكون لها تشريعاتها ولوائحها ونقلها إلى مستويات فعالة ومستدامة تساهم في تحقيق رؤية 2030 في تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاقتصاد المحلي.

في الختام، أود التأكيد على أهمية هذا الحراك في تنظيم المعارض والمؤتمرات وإدارة الفعاليات. ما نشهده اليوم ليس مجرد نشاط مؤقت، بل فرصة ذهبية لتأسيس قطاع مستدام وتنافسي يمكن أن يحقق عوائد اقتصادية كبيرة على عدة أصعدة. من بينها، زيادة الاستثمار المحلي والأجنبي، خلق فرص عمل جديدة، تعزيز السياحة وزيادة الإنفاق السياحي، ودعم القطاعات ذات الصلة مثل الضيافة والنقل والخدمات اللوجستية. من الضروري استثمار الجهود والموارد في هذا القطاع، لضمان استمراريته وتعزيز تأثيره الإيجابي على الاقتصاد والمجتمع. دعونا نبني على هذا الزخم، لنحول هذا الحراك إلى ركيزة قوية لمستقبل مزدهر.

إقرأ أكثر

معارض ومؤتمرات المملكة.. كيف تلعب دوراً مهماً في رؤية السعودية 2030؟
المعارض والمؤتمرات
عبد الرحمن بن عيد
يونيو 5, 2024

دور المعارض والمؤتمرات في التنمية الاقتصادية

في عالم يتسارع نحو التقدم، تظهر المعارض والمؤتمرات كأدوات رئيسية للتنمية الاقتصادية من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية، فهي تشكل منصة فريدة للمستثمرين لاكتشاف الفرص الواعدة في المملكة وبناء شراكات إستراتيجية مع الشركات المحلية، مما يسلط الضوء على البيئة الاستثمارية الحديثة والمشاريع الكبرى.

تحقيق رؤية السعودية 2030 من خلال قطاع المعارض والمؤتمرات

مع التحولات والإصلاحات الشاملة التي تشهدها المملكة، يتبادر إلى الذهن سؤال مهم: هل يمكن أن يكون تفاعل المملكة مع قطاع المعارض والمؤتمرات الركيزة الحيوية لتحقيق رؤية السعودية 2030؟ وهل يمكن أن يلعب هذا القطاع دوراً محورياً في جعل المملكة مركزاً ديناميكياً على الساحة العالمية؟

أهمية المعارض والمؤتمرات في تعزيز التنمية

حديثنا اليوم يتناول أهمية قطاع المعارض والمؤتمرات كأحد أهم الأدوات في تعزيز التنمية الاقتصادية والثقافية والتقنية، ويُعد هذا القطاع منصة لتبادل الأفكار وعرض الابتكارات، وعامل جذب رئيسي للاستثمارات. كما يساهم بفعالية في ترويج الوجهات السياحية والثقافة السعودية، ويوفر فرصة للمشاركين والزوّار لاستكشاف الإرث الثقافي الغني للمملكة والتنوع البيئي والحضاري، ويشكل جزءاً لا يتجزأ من الخطة الوطنية لتنويع مصادر الدخل من خلال استقطاب زوّار من مختلف أنحاء العالم.

إنجازات السعودية في السياحة لعام 2023

حققت السعودية أكثر من 100 مليون سائح خلال عام 2023، بزيادة بنسبة 56% مقارنة بعام 2019، ومن بينهم 27.4 مليون سائح من الخارج، متجاوزة بذلك مستهدف رؤية 2030.
يعكس هذا الإنجاز الجهود المستمرة في تطوير السياحة ويعزز القطاع السياحي كمحرك رئيسي لتحقيق التطور والنمو الاقتصادي.

كما وقّع القطاع الخاص عقوداً لإنشاء 75 ألف غرفة فندقية، ليصبح عدد الغرف الفندقية المتاحة 280 ألف غرفة، ومن المتوقع أن يتضاعف العدد إلى 550 ألف غرفة بحلول عام 2030.

استضافة المملكة للفعاليات الكبرى

تمكنت المملكة بفضل هذه الإنجازات من استضافة مجموعة من المحافل والمعارض الكبيرة مثل كأس العالم للأندية ومعرض سيتي سكيب ومعرض ليب، مما يعزز من مكانتها كوجهة سياحية وثقافية واقتصادية عالمياً، وتستعد السعودية خلال السنوات القادمة لاستضافة فعاليات رياضية بارزة مثل كأس العالم لكرة القدم 2034 وكأس العالم للرياضات الإلكترونية 2024، بالإضافة إلى سباق الفورمولا 1 السنوي وكأس السعودية للفروسية.
وتستمر الرياض على الصعيد الاقتصادي في استضافة مبادرة مستقبل الاستثمار (دافوس الصحراء) ومؤتمرات القمة الاقتصادية العالمية، أما ثقافيًا، تشمل الفعاليات مهرجان شتاء طنطورة، وتطوير جدة التاريخية، وموسم الرياض الذي يقدم عروضًا ترفيهية وثقافية متنوعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن فوز المملكة باستضافة إكسبو الرياض 2030 أكبر معرض في العالم، يثبت قدرتها ومكانتها كمركز إقليمي ودولي لتنظيم الفعاليات والأحداث الكبرى والنوعية في تخصصها

تعكس المشاريع الضخمة لتطوير مراكز المعارض والمؤتمرات في المملكة هذا التوجه والالتزام بتحقيق رؤية السعودية 2030. هذه المشاريع لا تعزز فقط قدرة البلاد على استضافة فعاليات دولية كبرى، بل تسهم أيضاً في تطوير البنية التحتية، مما يعود بالنفع على الاقتصاد والمجتمع المحلي.

تعرف على مشاركات أمكنة في معرض ليب:

أهمية المعارض والمؤتمرات في تعزيز النشاط الثقافي

من الواضح أن المعارض والمؤتمرات تشكل أساساً حيوياً لتحقيق المزيد من التطوير في هذا القطاع وتعزيز النشاط الثقافي من خلال تحويلها إلى وجهة عالمية للفعاليات تفتح أبوابها أمام الاستثمارات وتعزز التواصل مع بقية دول العالم ومجتمعاتها.

دور المعارض والمؤتمرات في تحقيق الأهداف الطموحة

نستنتج أن استمرار التفاعل الإيجابي مع هذا القطاع سيسهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف الطموحة المرتبطة برؤية السعودية 2030. وبذلك، ستعزز المملكة مكانتها المتقدمة على الساحة العالمية كمركز ديناميكي للأعمال والثقافة.

إقرأ أكثر

المملكة واستضافة إكسبو 2030 – تحول نحو مستقبل مستدام
أكسبو 2030
عبد الرحمن بن عيد
أكتوبر 23, 2023

عندما انطلقت المملكة العربية السعودية في مشوارها نحو الترشح لاستضافة معرض الرياض إكسبو 2030، لم يكن ذلك مجرد حدث استثنائي للاحتفال بالتقدم والتطور الذي تشهده؛ بل هو تحول حقيقي وفصل جديد في تفاني المملكة بالدور الريادي الذي تسعى لتحقيقه نحو بناء مستقبل حضاري مستدام.

ترشيح المملكة لاستضافة إكسبو الرياض 2030

إكسبو 2030 يمثل رمزًا لتطلعات عديدة على الصعيدين المحلي والعالمي، ويتماشى مع رؤية السعودية 2030، ويأتي هذا الحدث في الوقت الذي تسعى فيه المملكة لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وتنفيذ اتفاقية باريس لمكافحة تغير المناخ، في إطار التحول العالمي نحو مستقبل يسعى إلى الاستدامة.

وتتقدم المملكة بخطى ثابتة نحو تحقيق مستقبل مستدام من خلال رؤيتها 2030 والمبادرات المتعددة التي تندرج تحتها، كما إن هذه الجهود تشير إلى التزامها الحقيقي بتحقيق تعهداتها البيئية ذات الأثر المحلي والإقليمي والدولي.

ومع ترشيحها لاستضافة المعرض؛ يمكننا أن نرى أن هذا الحدث سيكون امتدادًا لجهود المملكة في مجال البيئة وسيكون مثالًا للمعارض البيئية الصديقة والخالية من الانبعاثات الكربونية.

إكسبو الرياض كخطوة استراتيجية

إكسبو الرياض 2030 أبعد من أن يكون حدثا ترفيهيا أو تعليميا؛ بل يعبر عن اهتمام المملكة بالتصدي للتحديات البيئية ومواجهة التغير المناخي ودليل على إيمانها الثابت بمستقبل مشترك ومستدام للجميع، كما لا ننسى أن مكانة الماء كمَوْرد أساسي في هذا السياق لا يمكن إغفاله.

كما لا ننسى أيضاً التنوع البيئي الرائع في المملكة، الذي يشمل واحات صحراوية وشعاب مرجانية، هذا التنوع يجعل الحفاظ على البيئة البرية والبحرية مسألة مهمة للغاية، يجب على العالم بأسره الدفاع عنها بكل جدية.

رسالة المملكة من خلال استضافة إكسبو 2030

نحن نفخر بالمساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030، والتي تُعدّ واحدة من أعظم رؤى وبرامج السياسيات المبنية على قيم أخلاقية راسخة، إن استضافة المملكة لإكسبو الرياض 2030 ليس مجرد حدث؛ بل هو إثبات حي لالتزامها بالتنمية المستدامة والمساهمة البارزة في تطبيق الالتزامات البيئية للحفاظ على المناخ، كما يساهم الحدث في تعزيز دور المملكة في التعاون العالمي، ويجمع بين جهود مختلف الجهات بالمملكة في مجال البيئة والتنمية، بهدف خدمة الإنسانية على نطاق أوسع.

مع ترشيح المملكة لاستضافة إكسبو 2030، نرى العزم الصادق على بناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة، إنها دعوة للعالم أجمع للانضمام إلى هذه الرحلة نحو الحفاظ على البيئة، والتعاون من أجل مستقبل يتميز بالرفاهية والاستمرارية.

من جهة أخرى، تعكس الاستعدادات الهائلة ذات الميزانية النوعية التي رصدت للمشروع، مدى التزام المملكة بضمان نجاح الحدث. فالميزانية البالغة 7.8 مليار دولار، التي تُعد الأكبر في تاريخ إكسبو، والتي ستمكّن من ضمان سير المعرض بكفاءة من خلال تنفيذ البنية التحتية، والتنمية المستدامة، ورفع جودة الحياة للفرد والمجتمع؛ ليس فقط في مدينة الرياض وإنما في جميع مدن المملكة الأخرى.

جهود المملكة نحو عالم أخضر

ومن هذا المنطلق؛ تقوم المملكة ببناء جسور تربط بين التراث والابتكار، وتعرض للعالم أنها قوة عالمية تسعى لقيادة التغيير نحو عالم أفضل، حيث يُمثل الحدث في الرياض نافذة للمستقبل يتحدث عن تعهد المملكة بالتنمية المستدامة والعالم الأخضر الذي نسعى جميعًا لتحقيقه.

ومن خلال استضافتها لهذا الحدث الكبير، تعزز المملكة دورها البارز في تحقيق التغيير الإيجابي على الساحة العالمية، وتؤكد عزمها على بناء مستقبل مستدام للجميع، في خطوة جريئة تدل على التفاؤل والعزم على تحقيق التغيير والارتقاء بالعالم إلى مستوى جديد من الاستدامة والازدهار.

نمو “صناعة المعارض والمؤتمرات” في المملكة – رحلة نجاح مثيرة
المعارض والمؤتمرات
عبد الرحمن بن عيد
أكتوبر 15, 2023

تشهد صناعة “المعارض والمؤتمرات” في المملكة العربية السعودية نموًا ملحوظًا، وهذا النمو يعكس التفاني والجهد الكبير الذي تبذله المملكة لتعزيز هذا القطاع الحيوي، حيث تحتضن المملكة العديد من المعارض والمؤتمرات الدولية التي تجذب الزوار والمشاركين من مختلف أنحاء العالم، حيث يتزايد الاهتمام الدولي بصناعة “المعارض والمؤتمرات” بسبب الأثر الاقتصادي الكبير الذي تحمله والذي يسهم في تحقيق التنمية وتنويع مصادر الدخل.

التحولات الاقتصادية والتنويع في مصادر الدخل

وكشفت أحدث الإحصائيات إلى أن صناعة المعارض والمؤتمرات في المملكة تنمو بشكل مطرد، ومن المتوقع أن تصل حجم السوق إلى 10 مليارات ريال سعودي في عام 2023م، بزيادة قدرها 10% عن عام 2022م، كما وصلت عدد المعارض والمؤتمرات التي نُظمت في المملكة إلى 1,200 معرض ومؤتمر، مما نتج عنه حضور عشرة ملايين زائر في العام 2022م، وحققت هذه الصناعة تأثير مباشر بقيمة 8 مليارات ريال سعودي حجم مبيعات المعارض والمؤتمرات في السعودية من العام نفسه.

وتركزت صناعة المعارض والمؤتمرات في السعودية على مجموعة متنوعة من القطاعات بما في ذلك الأعمال التجارية والصناعة والسياحة والضيافة والصحة والتعليم والترفيه والرياضة وأسهمت هذه الصناعة بشكل كبير في الاقتصاد السعودي من خلال توفير فرص عمل واستثمارات وإيرادات للحكومة.

الاستثمارات الحكومية والشراكات الاستراتيجية

ووفقًا لتقرير سوق المعارض والمؤتمرات السعودي لعام 2022م، الذي أصدرته شركة “يورومونيتور إنترناشونال”، تبين أن القطاعات الأكثر جذبًا للمعارض والمؤتمرات في المملكة هي الأعمال التجارية والصناعة، حيث شكلوا نسبة 30% من الفعاليات، تلتها السياحة والضيافة بنسبة 20%، ثم الصحة والتعليم بنسبة 15%، والترفيه والرياضة بنسبة 10%، والتقنية بنسبة 15%.

كما تم إقامة 200 معرضًا ومؤتمرًا دوليًا في المملكة العربية السعودية، جذبوا نصف مليون زائر دولي، وتجاوزت المبيعات 2 مليار ريال سعودي في هذا القطاع من العام 2022م.

وتأتي هذه النجاحات في إطار توجهات المملكة الاقتصادية الجديدة والمبنية على تنويع مصادر الدخل والتقليل من الاعتماد على النفط وفق رؤية المملكة 2030. وقد منحت الحكومة السعودية صناعة “المعارض والمؤتمرات” أهمية كبيرة من خلال برنامج التحول الوطني 2020، هذا التركيز على القطاع ترافق مع تحسين مستمر في القوانين واللوائح المنظمة للصناعة، وتوفير مرافق وخدمات عالية الجودة وبنية تحتية متطورة. كما تم تعزيز القدرة على جذب استثمارات كبيرة للقطاع وبناء شراكات استراتيجية مع العديد من الجهات ذات الصلة، مما أدى إلى استقطاب العديد من المعارض والمؤتمرات العالمية ورفع مستوى الكفاءات والمهارات لدى الكوادر الوطنية.

تأثير جائحة “كورونا” والانتعاش السريع

وعلى الرغم من الصدمة الكبيرة التي تعرض لها قطاع “المعارض والمؤتمرات” في المملكة العربية السعودية نتيجة توقف الفعاليات الاجتماعية بشكل قسري بسبب تفشي جائحة “كورونا”، إلا أنه تمكن من الانتعاش بسرعة واستعاد نشاطه بشكل سريع وتصاعدي؛ ووفقًا للهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، فقد تم إصدار أربعة آلاف ترخيص لإقامة معارض ومؤتمرات في مختلف مناطق المملكة خلال النصف الأول من عام 2022م، مما يشكل زيادة بنسبة 367% مقارنة بنفس الفترة في عام 2021م، كما تم منح أكثر من 2500 ترخيص لـ “منظمي المعارض” في المملكة.

القطاعات المستهدفة لتعزيز صناعة المعارض والمؤتمرات

وتتجه المملكة نحو دعم وتطوير عدة قطاعات اقتصادية واستثمارية مهمة لتعزيز صناعة “المعارض والمؤتمرات”. تشمل هذه القطاعات الصحة، والتعليم، والتجارة، والثقافة، والرياضة، والترفيه، والزراعة، والمال، وتقنية المعلومات، والطاقة، والبتروكيماويات، والسياحة الدينية. من المتوقع أن يؤدي الدعم الحكومي والاستثمارات الضخمة في هذه الصناعة إلى تحقيق نمو ملحوظ، وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي إلى نحو 30 مليار ريال بحلول عام 2030م.

هذا الموقع يستخدم الكوكيز
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتزويدك بأفضل تجربة ممكنة. كما أنها تسمح لنا بتحليل سلوك المستخدم من أجل تحسين الموقع الإلكتروني لك باستمرار. عرض سياسة ملفات تعريف الارتباط